غسّان كنفاني "باقٍ في عكّا"

استضافت مدرسة تراسنطا، في عكّا، ظهر يوم الجمعة، 25/1/2019، د. محمّد هيبي، ليقدّم محاضرة، لطلّاب المدرسة، في المرحلتين: الإعداديّة والثانويّة، حول الأديب الفلسطينيّ، غسّان كنفاني، الذي اغتالته يد الغدر الأمنيّة الإسرائيليّة، لمساهمته في مشروع بناء الوعي الوطنيّ لأبناء الشّعب الفلسطينيّ، واستنهاض الهمم الواعي لمشروع العودة إلى ربوع الوطن.

وممّا قاله الباحث، د. محمّد هيبي: " أرى حاجة للتّذكير بأنّه ليس غسّان الذي شرّدوه من وطنه هو الذي يُرعبهم، ولا هو غسّان الذي اغتالوه منذ ما يُقارب الخمسين عاما، ولا هو غسّان، الإنسان الذي ترقد أشلاؤه وأشلاء ابنة شقيقته، وأشلاء الكثيرين من الفلسطينيين في مقابر مخيّمات فلسطين في لبنان، ولا هو غسّان الذي نُحتت صورته مؤخّرا، على حجر شاهد من حجارة الجليل في مقبرة في عكا. ما يُرعبهم فعلا، هو المرعب حقّا! إنّه ذلك الذي ما زالوا عاجزين عن اغتياله، رغم كل محاولاتهم.
المرعب الذي يرعبهم حقّا، يتمثّل في أمرين: الأوّل، هو مشروع غسّان كنفاني الثّوريّ والثّقافيّ الباقي بقاء فلسطين وذاكرتها، والذي حضّ فيه على الثّورة، وما زال يُرسّخ روح المقاومة وفكرها، في نفوس الفلسطينيّين، أبناء شعبه الذي عاش مأساته ورأى فيها قضيّة إنسانيّة عاش مخلصا لها، ولكل القضايا الإنسانيّة العادلة.
والأمر الثّاني، وقد يكون هذا هو الأهمّ، وهذا ما استشهد غسّان من أجله، أنّ مشروعه لا زال يُورق في أبناء شعبه، أبناء فلسطين الذين لم تُغيّرهم السّنون، ولا كسرتهم أو هزمتهم المآسي. ما زال يُورق ويُثمر هنا وهناك ولو في نفوس نفر من الفلسطينيّين ما زلوا يلتقون على فكر غسّان، ويدعون كل الفلسطينيّين بكل فصائلهم السّياسيّة وشرائحهم الاجتماعيّة، وطوائفهم الدّينيّة. وأقول ذلك ليعودوا إلى يوم مضى كانت فيه فلسطين والأمّة بخير، يوم أوصى المناضل كمال ناصر المسيحيّ أن يُدفن إلى جانب غسّان كنفاني المسلم، ويوم دُفن حقّا إلى جانبه في مقبرة إسلاميّة، في ضريحين متجاورين لمسيحي ومسلم استشهدا فداء لقضيّة واحدة، وكما عبّر أحد الكتّاب، حدث ذلك قبل أن تنمو لفلسطين لحية تفرّق بين غزة والضفة، وأم الفحم والناصرة، وجورج حبش وأحمد ياسين.

وبعد أن حلّل مضامين روايات كنفاني، قامت عريفة اللقاء، طالبة صفّ العاشر الموهوبة، سيلينا عثمان، نائب رئيسة مجلس الطّلاّب في المدرسة، بتقديم عدد من الطّلّاب، الذين أبدعوا نصوصًا خاصّة بغسّان كنفاني، الأديب العكيّ، وهم: طالب الصّفّ السّابع، محمود ناصر، الذي قرأ نصًّا يتحدّث عن الوطن المفقود، طالبة صفّ السّابع، رؤى أشقر، قرأت نصًا معلوماتيًّا عن كنفاني، طالبة صفّ السّابع ياسمين عثمان، ألقت كلمة عرّفت فيها الطّلّاب بقضيّة اللّاجئين، كما ألقت طالبة صفّ التّاسع، شروق عرابي، نصًا أدبيًّا، فيه مناجاة شاعريّة للوطن.

والجدير بالذّكر أنّ أستاذ اللّغة العربيّة، المربي رفيق أبو وردة، كان قد أشرف على تدريب الطّلّاب على إلقاء النّصوص، ووقف على تفاصيل البرنامج، ونقّح النّصوص المختارة مع الطّلّاب.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم